إصلاح مشاهد التواصل الشفوي السنة الثانية الوحدة الخامسة
إصلاح مشاهد التواصل الشفوي السنة الثانية الوحدة الخامسة
أحمد طفل ذكي ومهذّب كما أنه يهتمّ كثيرا بالمعرفة واكتشاف العالم من حوله يعيش أحمد في مدينة كبيرة مع والديه و يحلم دائمًا بزيارة المزرعة ورؤية المزارعين وهم يعملون بجدّ ونشاط .
في أحد الأيام، قررت والدته أن تأخذه إلى المزرعة التي تملكها والدة أحدى صديقاتها . فرح أحمد عندما أخبرته أمّه ولم يتمالك نفسه من الحماس.
استعد أحمد للرحلة فبدأ بحزم أشيائه الضرورية للرحلة، مثل الملابس والأحذية المناسبة و عند وصولهم إلى المزرعة لاحظ أحمد أن الأجواء مختلفة كليّا عما اعتاد عليها في المدينة . فالمناظر الطبيعيّة خلابة و أشجار الفاكهة والخضروات في كل مكان و الهواء نقيّ ومنعش . شعر أحمد بالسعادة الغامرة خصوصا عندما رأى العديد من الحيوانات كالبطّ والفراخ والماعز والخراف و الأرانب والحمير والأبقار .
طلب أحمد الإذن من أمّه لمساعدة المزارعين في الحقل ، فأجابته أمه بابتسامة ودية “نعم، بالطبع يمكنك المساعدة”. فانطلق مسرعا.
كان المزارعون يحرثون الأرض ويعملون على إزالة الأعشاب الضّارة ويغرسون النّباتات . فانطلق أحمد يعمل معهم بكلّ جدّ ونشاط وأثناء عمله في الحقل، لاحظ نبتة صغيرة جميلة تنمو بين النباتات الأخرى. شعر الطفل بإعجاب كبير تجاه هذه النّبتة .وفي نهاية اليوم، شكر المزارعون الولد على مساعدته وأعربوا عن امتنانهم له فقدموا له النبتة كهدية ففرح بها كثيرا وقرر أن يحملها معه إلى المنزل.
عند عودة أحمد إلى المنزل، وضع النبتة وسط أصيص صغير في شرفة المنزل وبمرور الوقت، نمت النبتة وتحولت إلى شجيرة جميلة ومفعمة بالحياة وصارت أكبر وأقوى . شعر أحمد بالفخر لأنه ساهم في نموها وأنه قد حماها ورعاها بشكل جيد.
ولكن هيهات فقد تكسّر الأصيص الصغير . استغرب أحمد وسأل أمه قائلا :” لماذا تكسّر الأصيص يا أمّي ؟ فأجابته الأمّ ” يجب علينا توفير مساحة كافية للنباتات كي تنمو بسهولة .”
فهم أحمد السّبب فخطرت على باله فكرة وقال : “سأنقل الشجيرة إلى حديقة الحي .”
نقل أحمد الشجيرة إلى الحديقة وضعها في مكان يوفّر لها الضّوء والهواء اللازمين.
وبينما كان أحمد منشغلا بغراسة الشجيرة بدأ أصدقاؤه يتجمعون حوله ، ويتحدثون بإعجاب عن الشجيرة الجميلة التي جلبها إلى الحديقة . وقرروا القيام بالشيء نفسه .
بدأ الأصدقاء في العمل معًا وزرعوا مزيدًا من الأشجار والنباتات في الحديقة، فتحولت إلى مكان جميل وأخضر، وكان الجميع يستمتع باللعب فيها.
ومع مرور الوقت، انضم المزيد من الأطفال والأسر إلى هذه الفكرة وبدأوا بزراعة المزيد من الأشجار والنباتات.
وبعد مدة صارت الحديقة مكانًا جميلا تحتوي على العديد من الأشجار والنباتات والأزهار الملونة وصار سكان الحي يستمتعون بالهواء النقي والرائحة الزكية للنباتات .
فِي يَوْمٍ جَمِيلٍ مِنْ أيّامِ الرّبِيعِ، قَامَتْ مَدْرَسَتِي بِتَنْظِيمِ رِحْلَةٍ رَائِعَةٍ إلَى المَحْمِيّةِ الطّبِيعِيّةِ إشْكِل الوَاقِعَةِ فِي الشّمَالِ التّونُسِي وَالتّابِعَة لِوِلايَةِ بِنْزَرْت .
هَذِهِ الرّحْلَة تُعدّ فُرْصَة رَائِعَةً لَنَا لاكْتِشَافِ جَمَالِ الطّبِيعَةِ وَالتّعَرّفِ عَلَى الكَائِنَاتِ الحَيّةِ التِي تَعِيشُ فِيهَا.
انْطَلَقْنَا فِي حَافِلَةٍ مَدْرَسِيّةٍ مُبْهِجَةٍ وَكَانَتْ الفَرْحَةُ تَعْلُو وُجُوهَنَا، فَقَدْ كَانَتْ الفُرْصَةُ بِانْتِظَارِنَا لِقَضَاءِ يَوْمٍ مَلِيءٍ بِالمُغَامَرَاتِ وَالاسْتِكْشَافِ.
وَصَلْنَا إلَى المَحْمِيّةِ الطّبِيعِيّةِ وَعِنْدَمَا نَزَلْنَا مِنَ الحَافِلَةِ، شَعُرْتُ بِالهَوَاءِ النّقِيّ وَرَائحَةِ الأشْجَارِ وَالنّبَاتَاتِ الطّيّبَةِ.
قَادَنَا فِي هَذِهِ الرّحْلَةَ مُدِيرُ المَدْرَسَةِ وَالمُعَلّمُونَ وَ بَدَأنَا فِي اسْتِكْشَافِ الغَابَاتِ الكَثِيفَةِ وَالمُرُوجِ الخَضْرَاءِ. شَاهَدْنَا الطّيُورَ تُحَلّقُ فِي السّمَاءِ وَالزّهُورِ المُلَوّنَةِ تُزَيّنُ الأرْضَ.
وَقَفْنَا أمَامَ بُحَيْرَة هَادِئَةٍ وَجَمِيلَةٍ، أيْنَ تَجَمّعَتْ البَطّ وَالغِزْلانُ وَالعَدِيدُ مِنَ الحَيَوَانَاتِ البَريّةِ وَالطّيُورِ الجَمِيلَةِ . كَانَتْ أوْقَاتًا رَائِعَةً اسْتَمْتَعْنَا فِيهَا بِجَمَالِ الطّبِيعَةِ وَهُدُوءِ المَكَانِ. بَعْدَهَا، وَاصَلْنَا رِحْلَتَنَا مُسْتَمْتِعِينَ بِجَمَالِ الطّبِيعَةِ الخَلّابَةِ وَالهَوَاءِ النّقِيّ المُنْعِشِ .
خَتَمْنَا يَوْمَنَا بِنَشَاطَاتٍ مُمْتِعَةٍ مِثْلَ التّخْييمِ وَإشْعَالِ النّارِ وَتَنَاوُلِ وَجَبَاتٍ خَفِيفَةٍ. كَانَتْ هَذِهِ الرّحْلَة تَجْرِبَةً لا تُنْسَى، تَعَلّمْنَا فِيهَا أهَمّيَةَ الحِفَاظِ عَلَى البِيئَةِ وَالاسْتِمْتَاعِ بِجَمَالِهَا.
كَانَتْ الأجْوَاءُ مَلِيئَةً بِالفَرَحِ وَالضّحِكِ، وَلَكِن حَدَث شَيْء غَيْر لَطِيف عِنْدَمَا قَامَ صَدِيقِي رَيّان بِرَمْيِ الفَضَلاتِ فِي مَكَانٍ غَيْرُ مُخَصّصٍ بَعْدَ الانْتِهَاءِ مِنْ تَنَاوُلِ وَجْبَتِهِ .
عِنْدَمَا رَأيْنَا مَا فَعَلَهُ، انْدَهَشْنَا جَمِيعًا وَشَعُرْنَا بِخَيْبَةِ أمَلٍ مِنْ هَذَا التّصَرّفِ الغَيْرِ لائِقٍ. وَلُمْنَاهُ عَلَى تَصَرّفِهِ ، فَاعْتَذَرَ بِخَجِلٍ .
وَهُنَا رَاوَدَتْنَا فِكْرَةٌ رَائِعَةٌ ، قُمْنَا بِجَمْعِ الفَضَلاتِ فِي أكْيَاسٍ بلاسْتِيكِيّة وَنَظّفْنَا المَكَانَ .
بَعْدَ أنْ أنْهَيْنَا عَمَلِيّة التّنْظِيفِ، شَعُرْنَا بِالفَخْرِ بِأنْفُسِنَا وَرَأيْنَا التّأثِيرِ الإيجَابِي الذِي خلفْنَاهُ . كَانَتْ هَذِهِ التّجْربة تَذْكِيرًا بِأهَمّية الاحْتِرَامِ المُتَبَادلِ وَالمسْؤولِيّةِ تُجَاه بِيئَتِنَا ، وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلْعَمَلِ المُشْتَرَكِ أنْ يُحَقّقَ تَغْيِيرًا إيجَابِيًا فِي مُحِيطِنَا.