إنتاج كتابي حول زيارة الفريق الصحي للتلقيح

دَقَّ الجَرَسُ وَدَخَلَ الأطْفَالُ قَاعَةَ الدَّرْسِ كَعَادَتِهِمْ بِنَشَاطٍ وَحَمَاسٍ ، حَيّت المُعَلّمَةُ التّلَاميذَ مُبْتَسِمَةً وَقَالَتْ : ” اليَوْمَ نَنْتَظِرُ زَائِرًا عَزِيزًا جَاءَ ليُهْدِينَا أجْمَلَ هَدِيَّة ألا وهيَ سِلَاحُ الصِّحّةِ وَالعَافِيَةِ . ” اسْتغْرَبَ الأطْفَالُ وَبَدَتْ عَلَيْهِمْ الحَيْرَةُ مَنْ يَكُونُ هَذَا الزّائرُ العَجِيبُ يَا تُرَى ؟ وَ مَا هِيَ إلَّا لَحَظَاتٍ حَتّى دَخَلَ فرِيقٌ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ يَتَقَدَّمُهُم شَيْخٌ وَقُورٌ يَلْبَسُ مِيدَعةً بَيْضَاءَ نَاصِعَةً وَعَلَى وَجْهِهِ ابْتِسَامَةٌ عَرِيضَةٌ تُوحِي بِالاطْمِئْنَانِ .تَقَدَّمَت المُعَلّمَةُ وَأمَرَتْنَا أنْ نُحيِّي الزّائِرِينَ بِتَحيِّتِنَا المُعْتَادَةَ ثُمَّ قَالَتْ : ”  هَذَا ضَيْفُنَا العَزيزُ إنَّهُ الطّبِيبُ المَدْرَسِيُّ جَاءَ ليُهْدِيكمْ تَلْقِيحَكُم الأوّلَ فِي المَدْرَسَةِ  . ” هَاجَ القِسْمُ وَمَاجَ بَيْنَ مُرَحّبٍ وَخَائِفٍ وَمَرْعُوبٍ . لاَحَظَ الطَّبِيبُ تَوتُّرَ الأطْفَالِ وَخَوْفهمْ فَرَاحَ يُطَمْئنَهُمْ وَيشْرَحُ لَهُمْ أهَمّيةَ التّلْقِيح ثُمّ أخْرَجَ مِنْ حَقِيبَتِهِ هَدِيَّةً صَغِيرَةً وَعَدَ بهَا أوَّلَ مُتَطَوّعٍ شُجَاعٍ وَفِي تِلْكَ اللَّحْظَة تَقَدَّمَ سَامِي وَمَدَّ ذِرَاعَهُ صَارخًا : ” أنَا البَطَلُ أنَا البَطَلُ ! ” بَقِيَ الأطْفَالُ يَنْتَظِرُونَ رَدَّةَ فِعْلِ سَامي فَلَمْ يُلَاحظُوا عَلَيْهِ إلَّا ابْتِسَامَةَ فَخْرٍ جَعَلَتْهُمِ يَتَشَجَّعُونَ الوَاحِدَ تِلْوْ الآخرِ وَهَكَذَا مَرَّت الحِصَّةُ وَانْتَهَى التَّلْقِيحُ فَجَمَعَ الفَرِيقُ الطّبّي أدَوَاتَهُ وَغَادَرَ القَاعَةَ مُتَمَنِّيًا لِلْجَمِيعِ سَنَةً دِرَاسِيَّةً مُوَفَّقَةً وَمُسْتَقْبَلًا زَاهِرًا.

إنتاج كتابي حول زيارة الفريق الصحي للتلقيح