إنتاج كتابي في عيادة الطبيب
إنتاج كتابي في عيادة الطبيب
مَرِضَت أُخْتِي فوزيّة فَبَاتَت عَلَى أسوء حَال أَرَقًا وعرقا وَحُمَّى سَهِرَت كُلَّ الْعَائِلَةِ عَلَيْهَا حَتَّى الصّبَاحِ وَرَغَم مَرَضِهَا كَانَت فوزيّة ثَابِتَةَ الْوَعْي صَابِرَةً لِمَا أَصاَبَهَا دَائِمَة الِابْتِسَام مُنْذُ الصَّبَاحِ البَاكِرِ حَمَلَت أُمِّي فوزيّة إلَى عِيَادَةِ الطَّبِيب وَذَهَبت أَنَا برفقتها . دَخَلْنَا إلَى غُرْفَةِ الانْتِظارِ فَشاَهَدْنَا بَعْض الْمَرْضَى يَنْتَظِرُون فَجَلَسْنَا نَنْتَظِر دَوْرَنَا وَكَانَت الْمُمَرِّضَة بلباسها الْأَبْيَض النّاصع تَخْرُجُ مِنْ غَرْفَة الطَّبِيب الْمَرَّةَ تِلْوَ الأُخْرَى لِتُدْخل عَلَى الطَّبِيبِ مَرِيضًا جَدِيدًا ولمّا حَان دَورُنَا ، دَخَلْنَا حجْرة الطَّبِيب فَاسْتَقْبَلَنَا بِبَشَاشَة ، هدّأ مَنْ رَوعَ أمّي ثُمّ داعَب أُخْتِي الصَّغِيرَة قَلِيلًا ومدَّدها عَلَى سَرِير الْفَحْص وَأَخَذ يَجُسّ نبْضها وَيَسْمَع دقات قَلْبهَا بِالسَّمَّاعَة وَيَقِيس حَرَارَتهَا بالمحرار . انْتَهَى الطَّبِيبَ مِنْ الْفَحْص ، فَالْتَفَتَ إلَى وَالِدَتِي قَائِلًا لَهَا : – “لا تخشي عَلَيْهَا فَمَرضُهَا بسيط جِدًّا ، وسَتُشْفَى مِنْهُ قَرِيبًا بِإِذْنِ اللَّهِ ” ثُمَّ جَلَسَ إلَى مَكْتَبِه وَكَتَب لأختي الْمَرِيضَة وَصْفَةَ دَوَاء ناولها إِلَى أُمِّي وَهُو يَزِيدُنَا اطْمِئْنَانًا عَلَى صِحَّةِ مريضتنا الْعَزِيزَة . خَرَجْنَا مِنْ عِيَادَةِ الطَّبِيب بَعْد أن شَكَرْته وَالِدَتِي وَأَنَا مُعْجَبٌ بِلُطْفِه ومهارته وَقَدْ عَزَمَت أَنْ اجْتَهَدَ فِي دراستي وَأَصْبِح طَبِيبًا يَوْمًا مَا .