إنتاج كتابي مريم والتلفاز
إنتاج كتابي مريم والتلفاز
جَلَسَتْ مَرْيَمُ رِفْقَةَ وَالِدَيْهَا أمَامَ التِّلْفَازِ يُتَابِعُونَ البَرَامِجَ وَيُشَاهِدُونَ الإعْلَانَاتِ .. مَرْيَمُ تُحِبُّ أحْيَانًا مُشَاهَدَةَ التِّلْفَازِ وَلَكِن عِنْدَمَا يَتَكَرَّرُ ذَلِكَ كُلَّ يَوْمٍ يُصْبِحُ خَالِياً مِنْ أيَّةِ مُتْعَةٍ ، فَهْيَ تَتَمَنَّى أنْ تَفْعَلَ شَيْئاً آخَرَ وَأكْثَرَ مَا يُزْعِجُهَا أنّ وَالِدَاهَا لَا يَسْمَحَانِ لَهَا بِالكَلاَمِ مَادَامَ التِّلْفَازُ مَفْتُوحًا ، إذْ يَقُولَانِ لَهَا دَائِمًا : ” كُفِّي أصْمُتِي !“سَكَتَتْ مَرْيَمُ مُتَنَهِّدَةً وَ فَجْأةً حَدَثَ شَيْءٌ فِي التِّلْفَازِ لَقَدْ غَابَتْ الصُّورَة قَفَزَ الأبُ وَاقِفًا يُدِيرُ كُلَّ الأزْرَارِ مُحَاوِلًا إعَادَةَ الصُّورَةِ إلَى الشَّاشَةِ وَلَكِنْ دُونَ جَدْوَى … قَفَلَ التّلْفَازَ ثُمَّ فَتَحَهُ مِنْ جَدِيدٍ ، تَفَحَّصَ الجِهَازَ مِنَ الخَلْفِ دُونَ فَائِدَةٍ . الصُّورَةُ مُخْتَفِيَةٌ تَمَامًا . سَادَ الصَّمْتُ وَ جَلَسَ الجَمِيعُ أمَامَ الجِهَازِ المُظْلِمِ ثُمَّ قَالَتْ الأُمُّ : “مَاذَا سَنَفْعَلُ الآنَ؟ الجِهَازُ تَعَطَّلَ …” أطْرَقَتْ مَرْيَمُ قَلِيلًا ثُمَّ قَالَتْ فِي حَمَاسٍ :
“هَيَّا نَلْعَبُ ! ” ثُمَّ أسْرَعَتْ إلَى غُرْفَتِهَا وَجَلَبَتْ مِنْدِيلًا وَرَبَطَتْ بِهِ عَيْنَا وَالِدِهَا … لِيَلْعَبَ الجَمِيعُ لُعْبَةَ الغُمَّيضَى سَادَ المَرَحُ وَالابْتِسَامُ وَتَعَالَتْ الضَّحَكَاتُ وَبَعْدَ مُضِيّ بَعْض الوَقْتِ ذَهَبَتْ مَرْيَمُ إلَى غُرْفَتِهَا لِلنَّوْمِ وَالسُّرُورُ يَغْمُرُهَا قَائِلَةً : ” كَانَ هَذَا أجْمَلَ بِكَثِيرٍ مِنْ مُشَاهَدَةِ التِّلْفَازِ .”