فرض مراقبة عدد 1 في مادة الإنشاء السنة الثامنة مرفق بالإصلاح
فرض مراقبة عدد 1 في مادة الإنشاء السنة الثامنة مرفق بالإصلاح
الموضوع :
خلال العطلة الصّيفيّة غادرت مسقط رأسك في الرّيف و ذهبت في زيارة عائليّة إلى المدينة . تحدّث عن الأماكن التي زرتها و لفتت انتباهك وقارن بينها وبين الرّيف ، مع ذكر رأيك الشخصي عن المكان الذي تفضله ولماذا.
الرّيف هو مسقط رأسي والمكان الذي ترعرعت فيه حيث تعانق الطبيعة السماء والألوان تزهر في كل مكان. أحب حياتي البسيطة هنا، أين تتنقل أشعة الشمس بين أشجار الزيتون، و تملأ زقزقة العصافير أجواء قريتي . كم أحس بالفخر عندما أساعد عائلتي في الحقل، أجمع الثمار، وأستمتع بجلسات السمر حول النار مع العائلة في المساء. إنّ أيامنا في الرّيف تمر بهدوء وسعادة.
مع بداية العطلة الصّيفيّة الفارطة ، تلقّيت دعوة من عمّي وزوجته وابنه الذي من عمري ، لقضاء العطلة في شقّتهم التي تقع في إحدى عمارات العاصمة . كانت المدينة بالنسبة لي حلمًا بعيدًا، مكانًا مليئًا بالحياة والحركة. في قرارة نفسي، كنت متحمسًا لهذه التّجربة ، فقررت أن أقبل دعوتهم وأترك ورائي هدوء الريف.
عندما وصلت رحّبت بي عائلة عمّي أشد التّرحاب ولكن كان كل شيء مختلفًا عما اعتدت عليه في قريتي الهادئة. توقفت للحظات لأتأمل الأبنية العالية وبدأت أتساءل :” كيف يمكنهم العيش في أماكن بهذا الارتفاع! “
تجوّلنا أنا وابن عمّي في الشّوارع الواسعة ، كم أزعجني صوت ضجيج السيارات التي كانت تتحرك في كل اتجاه . الأضواء الملوّنة تلمع في كل مكان، وإشارات المرور تتغيّر بين كلّ فترة و أخرى . كل شيء يبدو سريعًا وحيويًا، وكأن المدينة لا تتوقف عن الحركة أبدًا.
مررنا بجانب بعض المتاجر الكبيرة، ولم أستطع منع نفسي من النظر إلى النوافذ الزجاجية. السّلع المعروضة مغرية جدّا ، ملابس وألعاب لم أرَ مثلها من قبل. أردت أن أدخل كل متجر وأن أكتشف كل شيء، لكني كنت أيضًا أشعر بالضياع بعض الشيء وسط كل تلك الحشود.
المارّة يتحركون بسرعة، كل واحد منهم لديه وجهة محددة. لا أعرف أيًا منهم، عكس متساكني الرّيف ، نعرف بعضنا جميعا و كأنّنا أسرة واحدة . شعرت وكأنني جزء صغير من هذا العالم الضخم. البعض من المارّة كانوا يتحدّثون في هواتفهم ، والبعض الآخر كان يهرول للحاق بالحافلة، بينما أنا أقف مذهولا ، أراقب وأحاول فهم هذا المكان الغريب والجديد.
زرت المتنزهات المليئة بالناس ، وتجوّلت في الأسواق الكبيرة ، وتذوقّت الأطعمة المتنوعة . حتّى مذاق الأكل في المدينة يختلف عن طعامنا في الرّيف .
وبعد أيام من التّجوال والاستمتاع ، شعرت بالحنين إلى هواء الريف العليل. ففي هذا المكان أستطيع أن أرى النجوم تلمع في السماء ليلاً، وأن أسمع همسات الطبيعة حولي . الحياة في الريف تعني البساطة والهدوء . على عكس المدينة المكتظة .
وفي حديث مع نفسي، أدركت أن كل مكان له جماله وعيوبه. المدينة تمنح فرص العمل والتجوّل والتسوّق ، بينما الريف يوفر الهدوء والسكينة. إذا كان عليّ أن أختار، فسأختار الريف، حيث يمكنني أن أعيش حياة بسيطة قريبة من الطبيعة. لكنني لن أنسى هذه العطلة الرّائعة ، فهذه التّجربة جعلتني أكتشف عالما جديدا مختلفا على عالمي .
و مع انتهاء العطلة عدت إلى مسقط رأسي و أنا أحمل في قلبي ذكرى المدينة وصخبها ، و لكنني صرت أكثر تقديرًا لجمال الحياة البسيطة التي أعيشها في الريف.